____خيانة الريح للشراع____
هم زائلون وأنت وحدك باقي
يا موطناً يبتاع في
الأسواقِ
أسفي عليهم يحسبونك سلعةً
وأنا زرعتك في ربى أحداقي
لو يعرفوا شوق الغريب
ووجده
لم يعبثوا بمشاعر
المشتاقِ
وطنٌ كأنت تكالبوا في
هدمه
ها أنت تغرب لحظة
الإشراقِ
هذي الدموع الجاريات
بخدّنا
من ذاك يوقف دمعة
الأحداقِ
كم قد وضعنا في المحارق
انفساً
من ذاك يمنعنا من
الإحراقِ
كم قد سفكنا من دماء لم
تزل
تغلي وما تبنا عن
الإهراقِ
شعبٌ كأن الله خطّ له الشقي
منذ البداية للنهاية شاقي
ها أحرفي الثكلى تعالي ها
هنا
شعبٌ يُنادى طيب الأعراقِ
هم طيبون نعم ولكن ليس من
طيبٍ يعيق مسيرة الإزهاقِ
في البحر عاندت الرياح
شراعنا
والشط يدفعنا إلى
الإغراقِ
من أخبر المجداف أن لنا
يداً
مبتورةً قد صفدت بوثاقِ
الحرب يا للحرب كيف تأججت
وقضت على الأعراف
والأخلاقِ
هذي الليالي السود من
سيزيلها
عنا سوى نوراً من الخلاقِ
لا الشمس تمنحنا النهار
بضوئها
كلا ولا اخضرت بها أوراقي
الراحلون اليوم سوف
يسوؤهم
يوم القيامة مشهد
الإخفاقِ
صموا أذانيهم قبيل رحيلهم
ماتوا وما وجدوا لهم من
واقِ
والظالمون غداً سيعرف
عرشهم
أن التقاضي عند لف الساقِ
لا لن سيغني عنهم مالٌ ولن
ينفعهم التطبيل في الأبواقِ
لو أن من حكموا البلاد
تلمسوا
حال الرعية كان حكماً
راقي
من أين للوطن الجريح
وشعبنا
المغلوب ما يكفيه من
أرزاق
الفرق بين الأمس واليوم
الذي
نقضيه كم هلّت عليه مآقي
يا موطني من أنت؟ أصبح
ذكرنا
بين الشعوب يثير للإشفاقُ
لم ينفع الماضي الذي
نزهوا به
حالاً مريضاً ماله من
راقِ
يا أيها الشعب الذي
بغبائه
قد صار مشهوراً بواق
الواقِ
ضع عنك هذي الحرب أنت
وقودها
وانزع رصاص الحقد من
أعماقي
✍🏻 خالد الباشا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق