رِحلة
ـ......................................................
مِن مَطلعِ الفَجرِ حتى
مَغرب الألقِ
كان ارتحالي وكان الصُّبح مُنطلقي
ما ذاقتِ العينُ طَعمَ
النومِ ليلتها
فرحتُ أهتف: يا سُهدي ويا أرَقِي
حَملت حُلمي مع الآمالِ
مُرتحلاً
وقد تَركتُ هُمومَ القلبِ للشَّفقِ
طُفتُ الصحارى على أكتاف
أُمنيتي
مُسائلاً رملها عن أقصرِ الطُّرقِ
لكنني لم أجد رَدَّاً
يُفيدُ ولم
ألقَ جواباً وزادَ الصَّمتُ في قَلقِي
أرى هُنالكَ قَفراً
مُوحشاً عَسِراً
وليس ثَمَّةَ غير الشَّمس في الأُفقِ
غدوت أمشي بلا هادٍ
يُوجهني
وصار جِسمي غَريقاً في
ندى عَرَقِي
أرى الصحارى أمامي وحشةً
ولها
في كُلِّ آنٍ زفيرٌ يَبتغي غَرَقِي
والحَرُّ يَشتدُّ مِن
كلِّ الجهاتِ بها
كأنَّما صِرتُ فوق النارِ في طَبقِ
وكدت أهوى مُكِبَّاً مِن
حرارتِها
فلُذتُ باللهِ رَبِّ الصُّبحِ والغَسقِ
إن أظلمَ اليأسُ ضَوَّا
ليلهُ أملي
وقُلتُ للنَّفسِ: باللهِ الرحيم ثِقِي
ظَلَّلتُ جسمي بثوبي
راجياً دَعَةً
أحاول الصبر جهدي ناسياً حَنَقِي
أقول لو سارَ في الصحراء
ذو بِدعٍ
لصارَ عبداً مُطيعاً صالحاً وتَقِي
لا يُدرك المرء إنعام
الكريم سوى
إن عاشَ في الهمِّ والشِّدَّاتِ والقَلقِ
وقد يَعودُ كَفُورٌ بعد
غفلتهِ
بفعلِ داهي البلايا؛ مُخلصاً ونَقي
لو أذعنَ الناسُ للهِ
العظيمِ فلن
نَرى على الأرضِ إنساناً يَئِنُّ شَقِي
مِن شرِّ غفلتنا.. مِن
ظلم أنفسنا
نَعوذُ باللهِ ربِّ النَّاسِ والفَلقِ
نَستغفرُ اللهَ ربّ
العرشِ خَالقنا
مِن الترابِ ومِن ماءٍ ومِن عَلَقِ
✍🏻 *خالد الباشا*
ـ...................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق